من أنا

صورتي
البجلات-منيةالنصر, الدقهلية, Egypt
تربوي إدارة الزرقا التعليمة دمياط

الجمعة، 3 يونيو 2011

قصائد الثورة

أجاب النائب المنتظر:

عهدا وميثاقا وحقا وإحقاقا

سيحصل كل عاطل على وظيفة

وستصير الشوارع مرصوفة ونظيفة

سيكون العلاج بالمجان

في كل وقت وفى كل أوان

سنقضى على الأمية

لا فرق بين صبى وبنية

سنجعل الصحراء جنة خضراء

لتوفر لنا الكساء مع الغذاء

ستنار البيوت بالكهرباء

وسيكون الماء مثل الهواء

صرخ المواطن المسكين :

لقد ذبحنا الغلاء بالسكين

ووعودكم حقن للتسكين

حتى يحين يوم التمكين

رد النائب المنتظر والعضو المعتبر:

لست ممن يخلف الوعود

وأبدا ً لن أنقض العهود

وأمامكم هذه الفرصة التي لن تعود

أعطوني أصواتكم.. وإن أخلفت فلن أعود

صرخ المواطن المسكين

حيث لم تفلح معه حقنة التسكين

يا باشا لقد بيعت الكهرباء

وخصخصت شركات الماء

يا باشا الوظيفة تباع وتشترى

وسترى إن لم تكن ترى

هاج النائب وماج:

لا وألف لا.. الوظائف حق للجميع

ولست ممن يشترى أو ممن يبيع

ويشهد الجميع بنزاهتي

وتقر الخلائق بطهارتي

أنا لا أبغى الأموال

ولا داعي من القيل أو القال

لقد رشحت نفسي من أجلكم

وشعاري دائما ً خدمة بلدكم

رد المواطن بكل حسرة.. مكسور الخاطر والنظرة:

يا باشا شبعنا من الكلام

ومللنا من الأحلام والأوهام

كم من نائب وعدنا فأخلف..

لم يصلح شيئا بل أتلف

كم من نائب سرق أصواتنا وتركنا

فرادى يا مولاي كما خلقتنا

أجاب النائب باقتدار.. وتصنع الهيبة والوقار:

أنا لست أبدا كغيري

وستشبعون من خيري

أنا صاحب كرامة ومبدأ

ومن أول لحظة سأبدأ

أنا صاحب الأيدي النظيفة

وسمعتي دوما شريفة عفيفة

صوري تملأ المجلات

واستضافتني معظم القنوات

وستعلمون أنني رجل الخدمات

نادت على النائب امرأة عجوز:

وماذا تعطيني بعدما تفوز؟

ابتسم النائب وحياها.. واقترب منها وناداها:

لك منى يا أمي هدية

كسوة ولحاف وبطانية

وتعطيني صوتك بنفس رضية

فرحت العجوز المسكينة

بعد أن جعل لها البحر طحينة

وبعد أيام دوى النفير

وانطلق الوزير مع الغفير

والكل صوت وانتخب

وانفض السوق بعدما انتصب

وانتصر النائب وفاز

وألف تحية وإعزاز

وشكر الله سعيكم

وعظم الله أجركم

والعاقبة عندكم في المسرات

ونجاملكم جميعا في المناسبات

وفى خلسة وسط الظلام

وفى جوف الليل والناس نيام

يحلمون ويحلمون مع الأوهام

هرب النائب إلى شاطئ الأحلام

هرب النائب إلى شاطئ الأحلام

الأحد الموافق

" لملم جراحك يا وطن ".

لملم جراحك يا وطن

لملمْ جراحك يا وطنْ
وهناك حلّق في السماءْ
خبءْ دفاتير الجراح
فقد مضى.....
ماذا مضى؟
كل الذي تذروه أسئلتي
وكل مخاوف الماضي سواءْ
وأنا بقلب الشوق
انتظر الرحيل إلى المعارج
والمعارج في ترانيمي بقاءْ
اليوم تنتحب الصوامع
بالبكاءْ
اليوم يغدو طيرنا
ويروح يرقص في الفضاءْ
كفكف دموعك
فالنحيب اليوم عنوان الوراءْ
ومحطةُ المجدِ الرفيعِ
تلوح ُفي الأفقِ المخضبِ بالسناءْ
عشرون مرت والمراكب ُ
في ربوع النيل يحدوها الأملْ
وشواطئٌ للنيلِ
تسأل ما العملْ؟
ومتى يجئُ الصبحُ ينتفضِ المساءْ.
خبءْ فقد حان الخلودُ
لراحتيك وفرحة ٌ
وبشائرٌ للريحِ يحملها الشتاءْ
وتروحُ ترقصُ عند أجواءِ الحقيقةِ
خلتُها حلماَ يطاوله الرجاءْ
والآن يحدوني
ويحدو المجد عنوان القنادلْ
بزغت شموس الصبح
والأمجاد تحملها السنابلْ
هي لحظةٌ
وتمر في الأفق البدور
ويحمل الفرسان
هذا العز أشرعة الجحافلْ



اقرءوا معي قصيدة شاعرنا الكبير/ هشام فتحي .. وشاهدوا لحظة طلوع النهار على "قصر العروبة" في قصيدته الجميلة "عاد الفجر وانتصف النهار":

قصرُ العروبةِ

في بلادِ النيلِ ينتظرُ الخلاصْ

ومنارةٌ بالقصرِ ترتقبُ المدارْ

كلُ الشوارعِ في بلادِ النيلِ

يحبو في ضواحيها البوارْ

في كل ضاحيةٍ رغيفُ العيشِ

أحلام الصغارْ

عند (الحُسين) ترى هنالك أمةً

تجثو وراء الفقرِ

تنقلها المجاعة للقبور

ماذا جرى؟

هذي ضفافُ النيلِ

راحلةٌ بأحلامِ الصغارْ

هذي ورودُ النيل ذابلةٌ

وتلعن كل ساحات القصور

قصرَ العروبةِ

كيف أنتَ الآن

وانقشع الغبارْ

كيف الصباحُ يجئُ

منتصرا إليك

وأنت مجزوءُ المسارْ

ما كنتَ تحلمُ بانبلاجِ الحلمِ

في سنةِ الصباحْ

ما كنتَ تسمعُ بالبلابلِ

شدوها الحادي تسطره الجراحْ

أسرجْ لساحتك الجميلةِ

من خزائن صبرها هذي اللقاحْ

وهناك تنجبُ من بطونِ الصبرِ

أغنيتي يرددها الصغارْ

وفوق سنبلتي الوحيدة

تلعن الأخرى النواحْ

قصرُ العروبةِ في بلاد النيلِ

والأمجادُ قاصدة سناه

وهناك تنتفضُ القصائدُ

والشعورُ يدور في شفقٍ مداه

وتمرُ رغم الليلِ أشرعتي أنا

والنيلُ مبحوحُ الحناجرِ

فاغرٌ بالشوقِ فاه

هذا أوانُ الركبِ

حين تجودُ بالغيث السماءْ

هذا عبورُ المجدِ

للثوارِ حول النيلِ

ينتفضون في الميدان

والميدان مبسوط يداه

وتعفّرت قدمي غبار الأمس

في حلقي يخالطه المرار

النفسُ تشهقُ بالأنينِ

إذا انتهى الحلمُ المسجّى

في القناديل البوارْ

سيجئ تحمله البشائرُ

للقصيدِ تزفه في الليلِ

محبرتي ويرصده النهارْ

وتعودُ يا قصرَ العروبةِ

في بلادِ النيلِ تستبق المدارْ

هذا أوانك لا تهاب الليلَ

عاد الفجرُ

وانتصف النهارْ

الأحد الموافق

24-3-1432هـ

27-2-2011

غزة تتحدث عن نفسها):-

حاصروني .. صادروا أي غذاء

واجرحوني واحجبوا كل دواء

واخنقوني وامنعوا حتى الهواء .

سوف أبقى.. يرعني رب السماء

دمروا لي كل بيت أو بناء

شردوا أهلي .. اطردوهم في العراء

اقتلوهم .. كم سفكتم من دماء

سوف يبقى الحق مرفوع اللواء .

يا دعاة السلم أو حقن الدماء

أين أنتم من نداء الأبرياء ؟

من يتامى من أرامل .. أو عويل للنساء

بح صوتي وما جني غير يأس أو عناء

رحمي أقوى من أزيز في السماء

من دبيب للمدافع ما له قط انتهاء

من لهيب سوف يحرق كل داع للبقاء

سوف أبنى كل يوم نصبا للشهداء

يا رجال الصدق يا أهل الفداء

ما رميتم إذ رميتم في أباء

إن ديني هو دين الكبرياء

سوف أبقى رغم أنف الأشقياء

رغم أنف الجبناء

رغم أنف العملاء

" الليلة ليلتك يا وطن"

الليلةْ ليلتك يا وطنْ

ما أنا قلت لك رفرفْ وطيرْ

ما أنا قلت لك خليك كبيرْ

ما أنا قلت لك خلى التهاني

تردّنا ونعيش كتيرْ

ما فضلش غيرك يا وطن

ولوحدك أنت عرفت

تختار المصيرْ

ما فضلش غيرك في الميدانْ

وما عدش غيرك يعرفه

تعظيم سلام يا أهل الميدان

ما أنا قلت لك أنت الكبير

أنت السكن

والفرشة خيرك نفرشه

وترابْ بأرضك كان سرير

خليني أقول

ما أنا قلت لك

من يوم ما شفتك في الخريطة

بتشتكي

وتقول وتحكي للزمن

أنك يا غالي ضينا

ومشينا ليك طول عمرنا

وكبرنا بيك

وحياة سنين من حلمنا

خلينا ليك

داحنا الغلابة وأنت سعدك سعدنا

خايفين عليك

داحنا البلابل والنشيد من قلبنا

والفرح طاير من عينيك

انتو الحبايب يا وطن

قوم قلنا

قوم ضمنا مرة بأيديك

والليلة ليلتك من زمان

وأكيد هنهتف كلنا

الله عليك

مشوار طويل

وإحنا النهارده بنتولد

وحاجات كتيرة بتتخلق

جوانا أكبر م الميلاد

داحنا النهارده بنتخلق

ولا حلمنا يعرف ورق

ولا حدّ غيرنا

لسه واقفْ في الميدان

لأجل البلادْ

مشوار طويلْ

ما أنا زمان ماسك حبالْ

أوعاك يا نيل

بعد النهارده تقول محالْ

دانا كنت بكتب لك قصيدة

وأقول خلاص هانت يا نيل

دانا كنت واحد

م اللي عرفوا سكتك

وسنين وأنا أحلم

كنت سامع ضحكتك

جنب الشجر تحت النخيلْ

وأحكي كتير لأم العيالْ

وتقولي تحكي لمين يا غالي

دا الوطن مليان همومْ

نفس الحكاية

كنا نحكيها لولادنا كل يومْ

وكتير بنهرب من السؤالْ

والليلة ليلتك يا وطن

ارقص وطوف

خليك يا غالي

في الميدان

غني النشيد دق الدفوف

صدق اللي قال

ما أنا قلت لك

رفرف وطير

دا الليل طويل

والنسمة حلوة والسهر

تحت النخيل

دانت النهارده السلسبيل

رفرف وطير فوق الهلال

خليني أروح

واعمل فرح لأهل البلد

واحكي وأجاوب عن سؤال

أم العيال

هتقول لي فين برضه الوطن؟

أنا أقولها فوق الهلال

الثلاثاء الموافق

26-3-1432هـ

1-3-2011م

الثلاثاء الموافق

26-3-1432هـ

1-3-2011م

وإليكم هذه القصيدة الماتعة نستمع معا إلى خبرة الخروف الأب يقدمها للخروف الأبن يلخص فيها تجربته الشخصية مع الأحياء والأشياء .

ولدي إليك وصيتي، عهد الجدود

الخوف مذهبنا، نخاف بلا حدود

نرتاح للإذلال في كنف القيود

و نعاف أن نحيا كما تحيا الأسود

************

كن دائما" بين الخراف مع الجميع

طأطىء و سر في درب ذلتك الوضيع

أطع الذئاب، يعيش منا من يطيع

إياك يا ولدي مفارقة القطيع

************

لا ترفع الأصوات في وجه الطغاة

لا تحك يا ولدي و لو سموا الحياة

لا تحك حتى لو مشوا فوق الجباه

لا تحك يا ولدي فذا قدر الشياه

************

لا تستمع أبدا ً لقول الطائشين

القائلين بأنهم أسد العرين

الثائرين على قيود الظالمين

دعهم بني و لا تكن في الهالكين

************

نحن الخراف فلا تشتتك الظنون

نحيا وهم حياتنا ملىء البطون

دع عزة الأحرار دع ذاك الجنون

إن الخراف نعيمها ذل و هون

************

ولدي إذ ما داس إخوتك الذئاب

فاهرب بنفسك و انج من ظفر و ناب

و إذا سمعت الشتم منهم و السباب

فاصبر فإن الصبر مفتاح الثواب

************

إن أنت أتقنت الهروب من النزال

تحيا خروفا" سالما" في كل حال

تحيا سليما" من سؤال واعتقال

من غضبة السلطان، من قيل و قال

************

كن الحكيم و لا تكن بالأحمق

نافق بني مع الورى و تملق

و إذا جررت الى احتفال صفق

و إذا رأيت الناس تنهق فانهق

************

انظر ترى الخرفان تحيا في هناء

لا ذل يؤذيها و لا عيش الإماء

تمشي و يعلو كلما مشت الثغاء

تمشي و يحدوها إلى القتل الحداء

************

ما العز , ما هذا الكلام الأجوف

من قال إن الذل أمر مقرف

إن الخروف يعيش لا يتأفف

ما دام يسقى في الحياة و يعلف

كم عشتُ أسألُ: أين وجــــــــهُ بــــلادي** أين النخيلُ وأيـن دفءُ الــوادي

لا شيء يبدو في السَّمـَــاءِ أمـامنــــــــــا **غيرُ الظـلام ِوصــورةِ الجــلاد

هو لا يغيبُ عن العيــــــــون** ِكأنــــــــه قدرٌٌ كيوم ِ البعــثِ والميــــلادِ

قـَدْ عِشْتُ أصْــــرُخُ بَينـَكـُمْ وأنـَـــــادي** أبْنِي قـُصُورًا مِنْ تِـلال ِ رَمَـــادِ

أهْفـُـو لأرْض ٍلا تـُسـَـــاومُ فـَرْحَتـِــــي** لا تـَسْتِبيحُ كـَرَامَتِي .. وَعِنَــادِي

أشْتـَـاقُ أطـْفـَـــــالا ً كـَحَبــَّاتِ النـَّــــدَي** يتـَرَاقصُونَ مَـعَ الصَّبَاح ِالنـَّادِي

أهْـــفـُــــو لأيـَّـام ٍتـَـوَارَي سِحْــرُهَـــــا ** صَخَبِ الجـِيادِ.. وَفرْحَةِ الأعْيادِ

اشْتـَقـْــــتُ يوْمـًا أنْ تـَعـُــودَ بــِــــلادِي** غابَتْ وَغِبْنـَا .. وَانـْتهَتْ ببعَادِي

فِي كـُلِّ نَجْــم ٍ ضَــلَّ حُلـْـــٌم ضَائـِـــــع ٌ** وَسَحَابَــة ٌ لـَبسـَـتْ ثيــَـابَ حِدَادِ

وَعَلـَي الـْمَدَي أسْـرَابُ طـَيــر ٍرَاحِــــل ٍ** نـَسِي الغِنَاءَ فصَارَ سِـْربَ جَرَادِ

هَذِي بِلادٌ تـَاجَـــرَتْ فــِـي عِرْضِهـــَــا ** وَتـَفـَـرَّقـَتْ شِيعًا بـِكـُـــلِّ مَـــزَادِ

لـَمْ يبْقَ مِنْ صَخَبِ الـِجيادِ سِوَي الأسَي ** تـَاريخُ هَذِي الأرْضِ بَعْضُ جِيادِ

فِي كـُلِّ رُكـْن ٍمِنْ رُبــُــوع بـِـــــلادِي ** تـَبْدُو أمَامِي صـُورَة ُالجــَــــلادِ

لـَمَحُوهُ مِنْ زَمَن ٍ يضَاجـِــعُ أرْضَهَـــا ** حَمَلـَتْ سِفـَاحًا فـَاسْتبَاحَ الـوَادِي

لـَمْ يبْقَ غَيرُ صـُـرَاخ ِ أمـْــس ٍ رَاحـِـل ٍ** وَمَقـَابـِر ٍ سَئِمَتْ مـِــنَ الأجْـــدَادِ

وَعِصَابَةٍ سَرَقـَتْ نـَزيــفَ عُيـُـونِنـَــــا ** بـِالقـَهْر ِ والتـَّدْليـِس ِ.. والأحْقـَادِ

مَا عَادَ فِيهَا ضَوْءُ نـَجْــــم ٍ شـَــــــاردٍ ** مَا عَادَ فِيها صَوْتُ طـَير ٍشـَـــادِ

تـَمْضِي بـِنـَا الأحْزَانُ سَاخِــــرَة ًبـِنـَــا ** وَتـَزُورُنـَا دَوْمــًا بـِـلا مِيعــَـــادِ

شَيءُ تـَكـَسَّرَ فِي عُيونـِــــي بَعْدَمَـــــا** ضَاقَ الزَّمَانُ بـِثـَوْرَتِي وَعِنَادِي

أحْبَبْتـُهَا حَتـَّي الثـُّمَالـَـــــة َ بَينـَمـَــــــا ** بَاعَتْ صِبَاهَا الغـَضَّ للأوْغـَــادِ

لـَمْ يبْقَ فِيها غَيـرُ صُبْــح ٍكـَـــــــاذِبٍ** وَصُرَاخ ِأرْض ٍفي لـَظي اسْتِعْبَادِ

لا تـَسْألوُنـِي عَنْ دُمُـوع بــِــــــلادِي ** عَنْ حُزْنِهَا فِي لحْظةِ اسْتِشْهَادِي

فِي كـُلِّ شِبْر ٍ مِنْ ثـَرَاهـَا صَــرْخَـــة ٌ** كـَانـَتْ تـُهَرْولُ خـَلـْفـَنـَا وتـُنَادِي

الأفـْقُ يصْغُرُ .. والسَّمَــاءُ كـَئِيبـَـة ٌ** خـَلـْفَ الغُيوم ِأرَي جـِبَالَ سَـوَادِ

تـَتـَلاطـَمُ الأمْوَاجُ فـَــوْقَ رُؤُوسِنـَــــــا** والرَّيحُ تـُلـْقِي للصُّخُور ِعَتـَادِي

نَامَتْ عَلـَي الأفـُق البَعِيـــدِ مَلامــــــحٌ** وَتـَجَمَّدَتْ بَينَ الصَّقِيـِع أيـــَـــادِ

وَرَفـَعْتُ كـَفـِّي قـَدْ يرَانـِي عَاِبـــــــــرٌ ** فرَأيتُ أمِّي فِي ثِيـَــابِ حـِـــــدَادِ

أجْسَادُنـَا كـَانـَتْ تـُعَانـِـــقُ بَعْضَهـَــــا** كـَوَدَاع ِ أحْبَــابٍ بــِــلا مِيعـَــادِ

البَحْرُ لـَمْ يرْحَمْ بَـرَاءَة َعُمْرنـَـــــــــا** تـَتـَزاحَمُ الأجْسَادُ .. فِي الأجْسَادِ

حَتـَّي الشَّهَادَة ُرَاوَغـَتـْنــِي لـَحْظـَــة ً** وَاستيقـَظـَتْ فجْرًا أضَاءَ فـُؤَادي

هَذا قـَمِيـصـِـــي فِيهِ وَجْــــهُ بُنـَيتــِي** وَدُعَاءُ أمي .."كِيسُ"مِلـْح ٍزَادِي

رُدُّوا إلي أمِّي القـَمِيـــصَ فـَقـَـدْ رَأتْ** مَالا أرَي منْ غـُرْبَتِي وَمُـرَادِي

وَطـَنٌ بَخِيلٌ بَاعَنــي فـــــي غفلـــــةٍ ** حِينَ اشْترتـْهُ عِصَابَة ُالإفـْسَـــادِ

شَاهَدْتُ مِنْ خـَلـْفِ الحُدُودِ مَوَاكِبــًـا** للجُوع ِتصْرُخُ فِي حِمَي الأسْيادِ

كـَانـَتْ حُشُودُ المَوْتِ تـَمْرَحُ حَوْلـَنـَا** وَالـْعُمْرُ يبْكِي .. وَالـْحَنِينُ ينَادِي

مَا بَينَ عُمْـــــر ٍ فـَرَّ مِنـِّي هَاربـــــًـا** وَحِكايةٍ يزْهـُــو بـِهـَـــا أوْلادِي

عَنْ عَاشِق ٍهَجَرَ البـِلادَ وأهْلـَهـــــــَـــا ** وَمَضي وَرَاءَ المَال ِوالأمْجـَـــادِ

كـُلُّ الحِكـَايةِ أنَّهـــَـــا ضَاقـَتْ بـِنـَـــــا** وَاسْتـَسْلـَمَتَ لِلــِّـصِّ والقـَـــوَّادِ!

في لـَحْظـَةٍ سَكـَنَ الوُجُودُ تـَنـَاثـَـــرَتْ** حَوْلِي مَرَايا المَوْتِ والمِيـَـــلادِ

قـَدْ كـَانَ آخِرَ مَا لـَمَحْتُ عـَلـَي الـْمَـدَي** وَالنبْضُ يخْبوُ .. صُورَة ُالجـَلادِ

قـَدْ كـَانَ يضْحَـكُ وَالعِصَابَة ُحَوْلـَــــــهُ** وَعَلي امْتِدَادِ النَّهْر يبْكِي الوَادِي

وَصَرَخْتُ ..وَالـْكـَلِمَاتُ تهْرَبُ مِنْ فـَمِي ** هَذِي بـِلادٌ .. لمْ تـَعُـــدْ كـَبـِلادِي

شعر .. فاروق جويدة

وشاهدوا لحظة طلوع النهار على "قصر العروبة" في قصيدته الجميلة "عاد الفجر وانتصف النهار":

قصرُ العروبةِ

في بلادِ النيلِ ينتظرُ الخلاصْ

ومنارةٌ بالقصرِ ترتقبُ المدارْ

كلُ الشوارعِ في بلادِ النيلِ

يحبو في ضواحيها البوارْ

في كل ضاحيةٍ رغيفُ العيشِ

أحلام الصغارْ

عند (الحُسين) ترى هنالك أمةً

تجثو وراء الفقرِ

تنقلها المجاعة للقبور

ماذا جرى؟

هذي ضفافُ النيلِ

راحلةٌ بأحلامِ الصغارْ

هذي ورودُ النيل ذابلةٌ

وتلعن كل ساحات القصور

قصرَ العروبةِ

كيف أنتَ الآن

وانقشع الغبارْ

كيف الصباحُ يجئُ

منتصرا إليك

وأنت مجزوءُ المسارْ

ما كنتَ تحلمُ بانبلاجِ الحلمِ

في سنةِ الصباحْ

ما كنتَ تسمعُ بالبلابلِ

شدوها الحادي تسطره الجراحْ

أسرجْ لساحتك الجميلةِ

من خزائن صبرها هذي اللقاحْ

وهناك تنجبُ من بطونِ الصبرِ

أغنيتي يرددها الصغارْ

وفوق سنبلتي الوحيدة

تلعن الأخرى النواحْ

قصرُ العروبةِ في بلاد النيلِ

والأمجادُ قاصدة سناه

وهناك تنتفضُ القصائدُ

والشعورُ يدور في شفقٍ مداه

وتمرُ رغم الليلِ أشرعتي أنا

والنيلُ مبحوحُ الحناجرِ

فاغرٌ بالشوقِ فاه

هذا أوانُ الركبِ

حين تجودُ بالغيث السماءْ

هذا عبورُ المجدِ

للثوارِ حول النيلِ

ينتفضون في الميدان

والميدان مبسوط يداه

وتعفّرت قدمي غبار الأمس

في حلقي يخالطه المرار

النفسُ تشهقُ بالأنينِ

إذا انتهى الحلمُ المسجّى

في القناديل البوارْ

سيجئ تحمله البشائرُ

للقصيدِ تزفه في الليلِ

محبرتي ويرصده النهارْ

وتعودُ يا قصرَ العروبةِ

في بلادِ النيلِ تستبق المدارْ

هذا أوانك لا تهاب الليلَ

عاد الفجرُ

وانتصف النهارْ

الأحد الموافق

24-3-1432هـ

27-2-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق