من أنا

صورتي
البجلات-منيةالنصر, الدقهلية, Egypt
تربوي إدارة الزرقا التعليمة دمياط

الخميس، 2 يونيو 2011

قصيدة رائعة عن ثورة تونس الخضراء

شعر: أحمد بلال

يا شعبَ تونسَ ما أبكاكَ أبكانــا جُرحُ العروبةِ والإسـلامِ أدمانـا

الشعبُ ثارَ وقد زادتْ حمِيَّتـــه إذ أشعلَ الظلمُ في المسكينِ نيرانا

الشعبُ أعلنَ بعد الصّبر غضبتـه لم يستطعْ بعد طولِ الصبرِ كِتمانا

إنّا نُشاهدُ في الإعلامِ غضبتَكــم نأسَى ونفرحُ كِتمانًا وإعلانــا

يا تونسَ الخضرا قد قال شاعرُكــم قولاً يُزلزلُ للطغيانِ أركانــا

إذا الشعوبُ هنا أحيَتْ إرادَتَهــا لا بدَّ أن يستجيبَ الكونُ نَشوانـا

وَيَنجلي الليلُ والإصباحُ يعقبُــه والقيدُ يُكسَرُ والرحمن يرعانــا

يا أهل تُونُسَ قدَّمتم لنا مثـــلاً على الوقوف بوجه الظلم فرسانـا

تلك الشرارةُ طافت أيقظت هِمَمًـا بين الرَّعيةِ إعصارًا وبركانـــا

وأوّلُ الغيْثِ قَطرٌ ثمّ ينهمـــر يا تونسَ الخير هل أسمعتِ جيرانـا؟!

*****

قد فجَّرَ الهمُّ في أرجاءِ أمّتنــا حُبًَّا لتُونسَ تقديرًا وعِرفانــا

النّاس في الشرقِ أو في الغربِ تدعمُكم كلٌّ تجرَّعَ كأسَ الظُّلم ألوانـــا

هذا الرئيسُ له في العُرْبِ أشبــاهٌ وإنْ تفاوتَ لونُ الظلم أحيانـــا

فَرَّ الرئيسُ!!.. ولم يتركْ له خلَفــًا إلا الخرابَ وإفسـادًا وطغيانــا

ذاك الهُروبُ بجُنحِ الليل فاجأَنــا لكنّه الظلمُ قد أرداه خسـرانــا

قد عدَّل النصَّ في الدستورِ كي يبقي سيفاً يُسَلَّطُ فوق الناسِ أزمانـــا

قد أفقرَ الناسَ كي تبقي خزائنــه في الغرب ملأَى إذا ما الوقتُ قد حانا

كلَّ انتخابٍ نَري التزويرَ مُكتمــلاً وأصبحَ الأمـرُ تَكـرارًا وإدمانـــا

يا مَن تُريدُ خُروجًا آمنًا سلِســًا كيف السبيلُ وهذا الظـلمُ أعيانـــا

*****

وشرطةُ الشعبِ قد جاءت أوامرُهـا بالقمعِ والضربِ أو بالقتلِ أحيانـا

رَصاصُ شُرطتِكم كنتم له هدفًــا بئسَ الرصاصُ إذا للعهدِ قد خانـا

تلك الأوامرُ مِن باغٍ إذا صــدَرَتْ أحرى بها أن يكونَ الردُّ نُكرانـا

فالشَّرطُ في طاعةِ المخلوقِ نعرِفــه ألا يـكـون به لله عِصيـانــا

دمُ الشهادةِ قد صار المدادَ لنــا ليكتبَ الشعبُ للتحرير عُنوانــا

دمُ الشهادةِ قد كان البدايةَ كــي يُحرِّكُ الشعبَ أفواجًا وطوفانــا

نالوا الشهادةَ عند الله فانفجــرت عزيمةُ الشعبِ إصرارًا وإيمانــا

دمُ الشهادةِ غالٍ عنـد أمّتنـــا يَمضي ليرفعَ للرحمن شكوانـــا

بعض الولاةِ بأوطانٍ لنا غــدَروا وباعوا للغربِ أعراضًا وبُلدانــا

*****

البعضُ صوَّرَ في الإعلامِ غضبتَكـم للقمةِ العيش أو من بات جوعانـا

حقيقةُ الأمرِ أنَّ الناس قد خرَجـت لترفضَ الذُّلَّ إذ قـد زاد إمعانــا

كرامةُ الناس خطٌّ فاصلٌ أبــدًا فلتفهم الأمرَ يا مَن كنتَ حيرانــا

لا يغضبُ الناسُ من ضيقٍ ومِن فقرٍ بل يغضبُ الشعب من ظلمٍ.. وكم عانَى

*****

غابَ الرئيسُ ولكنْ لا بواكــيَ لهْ وأكـثرُ النَّاسِ قد تلقاه فرحانــا

قد حاصـروه بقائمةٍ من التُّهــمِ كـأسُ الفضائح صار اليومَ ملآنـا

ماذا فعلتَ؟ وهل تمضي بلا أَسـفٍ؟ من الجميع فليس الشعبُ ندمانــا

ماذا جنيتَ؟ ألم تكسبْ مودَّتهــم وقد مكثتَ مَديدَ العمر سُلطانـــا

ماذا افتريتَ لكي تبقَي كراهتُهــم يَمضي الجميعُ بها سيْرًا ورُكبانـا

هل قد عمِلتَ لذاك اليوم عُدَّتــه أو قد حسبتَ لذاك الأمر حُسبانــا

وهل ستُذكَرُ في التاريخ عندهمــو أم هل ستُهمَلُ إسقاطًا ونِسيانــا

*****

قالوا المظالم قد زادت ضراوتــها جاءت ولايتُه بالظلم ألوانــــا

أما الفساد فحدِّث دونما حــرجٍ بعضٌ بدا علنًا والبعض ما بــانا

مجالسُ الشّعبِ قد سَرَقَت إرادتَنــا قد عُيِّنتْ مِن شُهودُ الزُّورِ بُهتانـا

تلك الأصـولُ وقد بيعت بلا ثمنٍ كيمـا تُقـدَّمُ للأعداء قربانـــا

أما الجباية فازدادت مواردُهــا كيما تعوِّضُ ما قد ضاع خُسرانــا

هانَ الرحيلُ إذ ازدادت بكم ظُلـمٌ ولو رأيتم بصيصَ العدل ما هانـا

تلك الولاية هل سـاء الفطامُ بهـا بعد الرضاع يُغَرُّ المرءُ أحيانـا

يا بُؤس مَنْ أصبحت بشري إزالتـه أملاً وريًّا لمَن قد كان عطشانـا

يا خيْبَ مَنْ إن مضى أو فرَّ مختفيًـا تنفَّسَ الشعبُ للصعداء نشوانـا

*****

يا تاركَ الحكم هل تمـضي بلا عبـرٍ لمن يُديرُ بسيف البغي أوطانــا

ذاك النعيم وقـد وَلَّي بلذتـــه مُرُّ المظالم قد يبقي لك الآنـــا

سَيذكرُ الشعبُ كـم كانت جنايتــك كم كنتَ تحكُمُهم كِبرًا وطغيــانا

وهل أفادك ما قد عشتَ في ســرَفٍ وهل يفيدك ما شيَّدت بنيانـــا

أين البطانة؟ هل جاءوا لنصرتــك أم يتركونك بعد اليوم عُريانـــا

كم نافقوك و قالوا المدحَ في سفــهٍ و اليومَ قد أعرضُوا جُبناً و خُذلانــا

أين الأعادي التي قد كنتَ تحسبُهــا عند احتياجِك أنصاراً و أعوانــا

كم كنت تذهبُ عند الغرب مغتبطــاً توزِّع الوُدَّ ترحيباً و أحضانـــا

باعوك لمَّا رأَوْا في ذاك صالحَهــم ظننتَ خيرًا بهم إذ كانوا ذؤبانــا

*****

يا شعب تونسَ قد مسَّت قضيتُكــم في عُمقِ أمتنا حِسًّا ووِجدانــا

عودُوا إلى الله ضُمُّوا الصف واتّحدوا مناهجُ الأرض قد زادتنا خُسـرانا

و وحِّدُوا الشملَ قولوا الله ناصرُنا ولسنا نعبد دون الله إنسانــا

من قام لله إنّ الله ينصـــرُه لكي يُحرِّرَ بلداناً و أوطانـــا

و حاذروا مَن أتي بالمكر يخدعكـم ويركبُ الموجَ بالتزوير رُبّانــا

شرُّ البلاء هنا التزوير أخَّرَنــا عن التقدمِ آجالاً و أزمانـــا

يُمَكِّنُ الغربَ مِن تطبيق خطّتــه فالزور يُبقي ولاةَ السوءِ أعوانـا

و الزّور عونٌ علي الإفسادِ يدعمـه والزّور يرفعُ مَن للعهدِ قد خانــا

يا شعبَ تونسَ ندعو الله يحفظُكــم ويَملِكُ الأمر مَن بالعدلِ قد دانــا

*****

يا صاحبَ الحُكمِ إن الحُكمَ يُنتـزعُ أو صاحبُ الحكم يلقي النَّزعَ أحيانا

إن دامَ قبلك ما كان الوصولُ لـك فهل حسبتَ لذاك الأمر حسبانــا

العدلُ أقومُ ما قد حُزتَ مِن صفـةٍ والظلمُ صاحبه تلقاه خسرانـــا

العدل يُسعدُ في الحالين نعرفــه العدل يُصلح دنيانا وأخرانـــا

هذي البلاد قد اشتاقت لقائدهــا رجلٍ أمينٍ يقيمُ العدلَ ميزانـــا

يُعيدُ للناس ما قد ضاع من أمــلٍ ويُتْبعُ الحكمَ بعد العدلِ إحسانــا

يُطَبِّقُ الشَّرعَ كي ترقى رعيتــه إن نحن نرعى حدودَ الله يرعانــا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق