من أنا

صورتي
البجلات-منيةالنصر, الدقهلية, Egypt
تربوي إدارة الزرقا التعليمة دمياط

الخميس، 2 يونيو 2011

أشهر طرق التدريس

أشهر طرق التدريس:

طريقة المناقشة
Discussion Method
مقدمة :
كان الفيلسوف اليوناني سقراط ( 470 – 399 ق.م ) هو أول من استخدم طريقة المناقشة وما زالت هذه الطريقة تنسب إليه حتى أيامنا الحاضرة وتسمى هذه الطريقة ، أيضاً بالطريقة الحوارية .
كان سقراط يجوب مدينة أثينا ويتجول في طرقاتها وينتهز أية فرصة للتحدث مع الناس ومناقشتهم في أمور وقضاياً شتى ؟
فقد كان يتحدث إليهم ويجادلهم ويحاورهم ويسألهم ويتلقى إجاباتهم ... حتى يتوصل معهم إلى الحقيقة الثابتة التي لا تحتمل كالشك .
وقد نسب على سقراط قوله " إنه كان يولد الأفكار من محاوريه كما كانت أمه تولد الأجنة من الحوامل " .
أما العلماء المسلمون ، فقد اهتموا أيضاً بطريقة المناقشة وأكدوا على أهميتها كطريقة جيدة في التدريس .
ولم تخف قيمة الأسئلة والنقاش على العالم الإسلامي الشيخ بدر الدين بين جماعة ( 639 – 733 هـ ) الذي تأثر كثيراً بالمبادئ التربوية التي نادى بها أسلافه من علماء المسلمين ، أمثال : الغزالي والبغدادي والنووي . فاهتم بها وتناولها من خلال حديثه عما أسماه " آداب المعلم والمتعلم " حيث تحدث عن الأسئلة الجيدة وأغراضها وكيفية استعمالها وموقف المعلم حيالها ، كما تحدث عن آداب السؤال وكيفية مخاطبة المعلم وغيرها من الأمور والآراء التربوية التي سبق روسو ويستالوزي وفرويل وهربات وديوي وغيرهم من علماء التربية ( عبد العال ، 1985 )
ثمة عدد من الأسباب العامة لاستعمال طريقة المناقشة وكلها بنقل الطالب من التعلم كما هو الحال في معظم الطرائق التلقينية كالمحاضرة مثلاً حيث يقوم المتعلم بدور المستمع إلى المشاركة الإيجابية في الموضوع قيد البحث .
وما لم يكن المعلم متمسكاً برأيه وهو أمر لا ينصح به فإنه لا يستطيع الاستغناء عن طريقة المناقشة في غرفة الصف ذلك أن التفاعل والحوار بين المعلم من جهة وبين المتعلمين أنفسهم أمر لا غنى عنه في عملية التعليم والتعلم .
ترتيب المتعلمات للنقاش:
ينبغي ترتيب الطالبات بصورة تساعد على تيسير النقاش وجعله أكثر نفعاً وفائدة .
فكما هو من الصعوبة بمكان أن تعطي المعلمة محاضرة لطالبة واحدة فإنه من الصعب أيضاً . إن لم يكن مستحيلاً على المعلمة أن تستعمل طريقة المناقشة في غرفة الصف التي يجلس فيها عدد كبير ؛ ذلك لأن المناقشة تتطلب تفاعلات ومداخلات عديدة من الطالبات أو بين الطالبات أنفسهن وأن الأعداد الكبيرة تمنع ذلك وتحول دون تحقيقه .
وبحسب رأي رونالد هايمان
Ronald Hyman فإن أقصى عدد من الطالبات يمكن تعليمهن بطريقة المناقشة في غرفة الصف الواحدة هو ثلاثون طالبة وإلا هناك مخاوف من أن ينحرف مجرى النقاش إلى محاضرة من قبل المعلمة يتخللها بعض المداخلات من الطالبات .
أما دون ذلك هناك خوف من قلة التنوع بين الطالبات وقلة المعلومات والمعرفة التي يمكن الحصول عليها ( 1974
Hyman ) وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الأرقام إنما هي أرقام تقريبية لأنه لا يوجد هناك معادلة محددة أو معايير واضحة لحساب أو تحديد العدد اللازم للنقاش . ذلك لأن عدد الطالبات في غرفة الصف الواحدة يختلف باختلاف الموضوع المراد تدريسه ومستوى المعرفة عند كل من المعلمة والطالبات ومقدرة الطالبات على التفكير وقدرة المعلمة ومهارتها في إدارة النقاش ورغبة الطالبات وتنوع خلفياتهن وثقافاتهن .
أما كيفية الجلوس في الغرفة الصفية فمن الأفضل ترتيب الكراسي أو المقاعد على شكل دائرة أو على شكل حدوة الفرس
Horseshoe . هذا الترتيب يساعد في تبادل الأفكار بحرية أكثر لأن الطالبات يقابلن بعضهن بعضاً بعضاً وهن يتكلمن أو يتناقشن كما يساعد على تعزيز الثقة بينهن .

كذلك على الطالبات أن يجلسن متقاربات حتى يتسنى لهن النقاش بهدوء دون أن تضطر إحداهن إلى أن ترفع صوتها .
ومن الجدير بالذكر هنا أن هناك بعض المدارس تعمد إلى تخصيص غرفة صفية خاصة للنقاش مجهزة بكل ما تحتاجه المعلمة مثل آلة التسجيل والتصوير حتى يتسنى للمعلمة تسجيل المناقشة أو تصويرها للتعليق عليها والرجوع إليها عند الحاجة .
كما ويجب على المعلمة أن تقوم بتحضير كل ما يلزم طالباتها من خرائط وصور وأشكال وأدوات مختبر وغير ذلك من أشياء تساعد على فهم الموضوع قيد البحث وإثراءه .
أخيراً نستطيع القول أن طريقة المناقشة كطريقة فاعلة لتدريس المجموعات الصغيرة تقوم على عنصر المرونة مقابل الجمود . فكلما كانت المعلمة مرناً في إدارة النقاش مع طالباتها. كان النقاش أكثر فاعلية وفائدة .
كذلك ، يجب أن يتم ترتيب الطالبات في غرفة الصف بطريقة مرنة بحسب متطلبات الموقف التعليمي نفسه .
دور المتعلمة في المناقشة :
بعد أن تقوم المعلمة بتحديد الأهداف المراد تحقيقها واختيار الموضوع أو المحتوى المناسب لتحقيق الأهداف واختيار المكان والتجهيزات اللازمة وترتيب كيفية الجلوس وغيرها من الأمور المهمة ، تبقى عملية نجاح المناقشة أو فشلها مرهونة بالكيفية التي يتصرف بها كل من المعلمة والمتعلمة ومدى قيامهن بالأدوار المناطة بهن .
دور المعلمة :
من الأسئلة المهمة التي لابد من الإجابة عنها ونحن نتحدث عن دور المعلمة في المناقشة هو:
1. ما مدى مشاركة المعلمة فيها ؟
نحن نعلم أن المعلمة تملك من السلطة والصلاحية ما يخولها لأن تتصرف كما يشاء في غرفة الصف وهذا هو الحال في معظم مدارسنا .
2. تستطيع المعلمة أن ينفرد بالكلام كله في غرفة الصف أو أن تصمت وتعطي الفرصة للطالبات للقيام بعملية الكلام والمناقشة أو أن تتصرف بطريقة معتدلة أو وسط بين أن تصمت أو تتكلم . ومن البديهي والمعروف أنه كلما تكلمت المعلمة أكثر كانت الفرصة سانحة للطالبات للكلام والاستفادة من المناقشة .
إن مثل هذا التحليل يقودنا إلى القول بأن على المعلمة أن تحد من مقدار كلامها أو مشاركتها في النقاش ولا يتدخل إلا عند الضرورة لإدارة دفة النقاش وتوجيهه أو تصحيح خطأ ارتكبته أحدى الطالبات أو الطلب من إحداهمن بأن لا ترفع صوتها عالياً عند الحديث ، أو الطلب منها عدم الاستئثار بالحديث وإعطاء فرصة لزميلاتها وغير ذلك من أمور تعطي للطالبات فرصة أكثر للمشاركة في النقاش والاستفادة منه ، حتى أن بعض المعلمات قد تطلب من إحدى الطالبات أن تبادلها المكان ( أي أن تجلس المعلمة على مقعد الطالبة ، مع الطالبات ) في كثير من الأحيان وهذا يعطيها فرصة أكبر للاستماع ويعطي الطالبات فرصة للتحدث مع بعضهن البعض وتوجيه أسئلتهن وتعليقاتهن إلى بعضهن بدلاً من توجيهها إلى المعلمة .
على الرغم من ذلك نجد أن بعض الطالبات ترفض صمت المعلمة بقصد أو بغير قصد فتحاول أن توجه سؤالها للمعلمة بدلاً من توجيهه إلى زميلتها الطالبة .
وعلى المعلمة في مثل هذه الحالة أن تتعامل مع الموقف حسبما تمليه الظروف أو الموقف التعليمي . فيمكنها مثلاً أن تعطي الطالبة جواباً مختصراً ومن ثم تعيد النقاش إلى مجراه مع الطالبات أو أن توجه السؤال إلى الطالابات لترى إن كان منهن من تستطيع الإجابة . ومهما يكن الأمر وكقاعدة عامة ، على المعلمة أن تحد من مقدار مشاركتها في النقاش وأن تعطي الفرصة للطالبات وأن لا تتدخل في النقاش إلا لتصحيحه وإعادته إلى مجراه أو عندما تكون هناك ضرورة لأن يتدخل .
دور المتعلمة:
من الطرق الكفيلة بتحسين دور المتعلمة حسبما يقول بيرلاينر
Berliner .
تعريف المتعلمة بدورها قبل بدأ المناقشة . فعليها مثلاً أن تكون قادراة على تقديم أو اقتراح الحل أو الحلول المناسبة للمشكلة أو الموضوع قيد البحث وأن لا تقدم اقتراحاً إلا إذا كانت قادرة على تفسيره أو المدافعة عنه أو تعديله إن لزم الأمر .
أن تكون قادرةً على تقبل النقد من زميلاتها وتعمل على انتقاد أفكارهن بغرض الصالح العام والمنفعة لا من أجل النقد والتهكم .
أن تفهم الطالبة أن عليها أن تعمل جهده لإنجاح عملية المناقشة والاستفادة منها إلى أقصى درجة ممكنة .
وهي إن أحسن استعمالها من المعلمة والمتعلمة أدت إلى نتائج تعليمية / تعلمية جيدة وإلا فإنها قد تعود بالضرر على المتعلمة إن لم تحسن استعمالها .
إن المناقشة الجيدة ليست دائماً خاضعة لسيطرة المعلم إذ نجد أنها تسير على غير ما تهوى المعلمة أحياناً .
فهناك الطالبة المتجاوب مثلاً والطالبة غير المتجاوبة وهناك من الطالبات من تعمد إلى عرقلة مجرى المناقشة ومنهن من تحاول أن تستأثر بالحديث لنفسها وغير ذلك من المواقف التي تعيق سير المناقشة وتحد دون بلوغها الهدف المصممة من أجله .
ونستطيع القول إن المعلمة الناجحة هي التي تستطيع أن تتعامل مع هذه المواقف أو المشكلات على اختلاف أنواعها فعليها أن تعدل من سلوكها و تنوعه بما يتناسب وهذه المواقف . ذلك بالطبع إن هي أرادت لعملية المناقشة أن تنجح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق